بعد تلقي رابطة الشباب السوري الثائر دعوة لحضور مؤتمر سوتشي باسم مدير مكتب العلاقات الخارجية للرابطة الدكتور (محمود رامي غنيم) وانعقاد المؤتمر التشاوري الذي أجمع فيه أعضاء الرابطة عل مايلي:
أولاَ: لكون المشكلة سياسية أولاً وأخيراً فنحن نعلم أننا سنجلس على طاولة المفاوضات، ليس من أجل التفاوض مع النظام، وإنما للتفاوض من أجل إخوتنا الذين ما زالوا لسبب أو لآخر تحت وصاية النظام وسيطرته وسطوته وبطشه، ووطن يجب أن يبقى وطناً لكلّ السوريين بكلّ أطيافه الاجتماعية والثقافية والعرقية والدينية، لكن ما لا نستطيع نسيانه وتجاوزه أيضاً هو دماء الشهداء والجرائم التي تم ارتكابها وما زال ذلك جارياً على مرأى ومسمع العالم أجمع.
ثانياً: نحن نعلم أنّ من يسعون إلى تنظيم المؤتمر ليسوا جميعاً في صف الثورة وقد لا تعنيهم المصلحة السورية على الإطلاق، فهم إنما يسعون وراء مصالحهم وإن بدى في الأمر توافق سياسي لحظي، مع تثميننا الشديد لموقف الحليف التركي الذي ما زال لونه بلون علم الثورة على الرغم من التوترات التي تحصل بين الحين والآخر وبرغم وعورة الطريق بمواصلة السير عكس مصالح الدول العظمى.
ثالثاً: من خلال معرفتنا واطلاعنا على الواقع الحقيقي في سوريا كوننا من التجمعات الثورية العاملة على الأرض ولذلك تم اقتراحنا لحضور المؤتمر، فنحن نعلم علم اليقين أن أي حل سواء كان على المدى القريب أو البعيد لن يؤتي ثماره ولن يكون له حصاد ما لم يكن الركن الأساسي فيه وهو محاسبة كل من تلوثت يداه بدماء أهلنا الطاهرين وأعراضهم وأموالهم، ولذلك فنحن نصرّ على محاسبة النظام (آمرين ومخططين ومنفذين وذيوله من داعش وقسد)، وإخضاعه إلى محكمة الجنايات الدولية لينال جزاءه العادل على ما ارتكبه من جرائم بحق الشعب السوري وبالمثل كل من كان ذلك وضعه من طرفنا نحن كثائرين.
رابعاً: بما أن الجهة المنظمة للمؤتمر والدول الداعمة له ليسوا على هذا المستوى من الثقة للائتمان على دماء شهدائنا وحقوقنا ولو للحظة، ولا المعطيات الأولية المطروحة على طاولة النقاش كما هو واضح في برنامج المؤتمر تحقّق الحد الأدنى لما لن يستطيع الشعب السوري تجاوزه ولا تسمو بالمطلق إلى تحقيق تطلعات الشعب السوري إلى حياة كريمة في وطن موحَّد ذو سيادة مستقلة واقتصاد متنامي.
خامساً: ولو أراد أحد الجدال حول حُسنِ نيَّة الروس لقلنا: كان من الأولى إظهار حُسنُ النيَّة هذه بشكل عملي كوقف القصف على المناطق المحررة وفك الحصار عن المناطق المحاصرة والإفراج عن المعتقلين الذين كانوا لا ذكر لهم في مخيلة هذه الدول على الاطلاق.
لذلك قررنا نحن رابطة الشباب السوري الثائر وبالإجماع عدم المشاركة في مؤتمر *سوتشي*